الأحد، 20 ديسمبر 2009

ياسين التهامى ...أشاهد ابن الفارض والحلاج يرموقننى والصوفية لاتحارب قبح العالم بقدر ماتحارب قبح النفس الانسانية وشرورها


لو ساعدك الحظ مثلى فعليك ان لاتحاور ياسين التهامى بعد انتهاء انشاده قريب الفجر انما تنتظره عند بيت صديقه القديم احمد زغلول لتقتحم عالمه ياسين الصامت جدا والمتربع على قمة الانشاد الدينى فى الصعيد والعالم العربى منذ ثلاثين عاما كان معى محاورات ومواقف عدة شاهدتها بنفسى منذ سنين عديدة ومساجلات فكرية ولكن ياسين الذى اصبحت لفة عمامته الشهيرة موضة لكثير من الشباب الصعيدى والذى يقبل ايادى المجاذيب والاطفال والفقراء يعترف لك ان تقبيل اياديهم من حسن الادب ويدعوك لان تتذوق التواضع والوجد الصوفى فى حوارى معه كانت الحنجرة التى يسكنها جبل يبتهل ويئن فى أفضل حالاتها كان كما شبه نفسه امواج من الفيض والوجد تهل عليه إذا قابلنى ودخل معى فى حديث لم أملك غير أن أبتسم له أسأله على أجمل قصيدة يعشقها الصعايدة واعشقها انا من ضمنهم وهى لابى فراس الحمدانى التى صدح بها وهو فى ألاسر ببلاد الروم الجميع أجمع ان قصيدة ياروحى تعالى التى انشدتها بمولد السيدة زينب هى أجمل قصيدة ؟
يضحك كنت فى هذه القصيدة ياسين أخر كنت ابحث عن ياسين اخر بداخلى وربما بحثى عنى هى التى جعلت حنجرتى بهذا الجمال انا قدر ساقه الله للبشر وارجو ان يكون قدر خير ربما كنت اخاف على نفسى وروحى ربما كنت اخاف على من ياسين الذى احمله بداخلى فأه من ياسين ذلك

العراق منتهك من محتل امريكى منذ خمس سنوات ولقد انشدت لفلسطين فلماذا لاتنشد للعراق العظيم ؟
كنت استعد لزيارة العراق بدعوة منه قبل غزوا العراق للكويت كنت مشتاق مثلما الان انا فى قمة الاشتياق للانشاد فى العتبات المقدسة ولكن الذى يخفف من حدة اشتياقى اننى انظر ان كل عتبة ولى من الاولياء هى عتبة مقدسة
لك أكثر من 170 قصيدة شعرية ورغم ذلك تغيب القصيدة السياسية من انشادك الست معى ان الصوفية لاتهتم بالسياسة بقدر اهتمامها بالغياب والوجد؟
بغضب شديد ويضرب على صدرى بمسبحته ... من قال لك ذلك ياأخى كل قصيدة انشدها تهتم بالجانب الانسانى وكل قصيدة انشدها وان لم تتحدث مباشرة عن السياسية فهى لها جانب سياسى كذلك لابد ان تعرف ان مهمة الصوفية انها لاتحارب قبح العالم وشروره بقدر ماتحارب قبح النفس الانسانية وشرورها اليس الانسان هو صانع هذا القبح من نفسه وروحه كذلك جهاد النفس عندنا هو الجهاد الاكبر
تم وضع رسالة دكتوراة عنك فى جامعة الازهر باسيوط بعنوان دور الشيخ ياسين فى احياء الشعر العربى وجعله على ألسنة العامة بجانب الباحث الالمانى مايكل فرشنكوف الذى عاش فى بيتك عدة سنوات وتحدث عن الموسيقى الصوفية ؟ هل لى ان تقول كيف لاتشعر بأذمة عدم التذوق من الجمهور وانت تنشد لهم قصيدة فصحى ؟
يضحك... عليك ان تعرف اننى لاأقرأ الا حين يريد ربنا ان أقرأ وحين أجد نفسى فى القصيدة التى احسها وأشعر بها أنشدها أقول أشعر بها لان المتصوف الذى بداخلى هو الذى يقودنى للانشاد وليس فعل القراءة أما شعورى بالازمة فى تلقى الجمهور فأنا متيقن أننا فى ازمة حقيقية منذ أربعين عاما فنحن فى حالة احتضار عام واللغة وتذوقها اصبحت مهجورة
كيف تقوم بأختيار ألحان القصيدة ؟ هل هناك طقوس معيتة لاختيار القصيدة التى تؤديها ؟
أنا لا أتعامل مع موسيقى وإنما أتعامل مع الكلمة والقصيدة الصوفية وبقدر المعايشة والصدق والحضور يمن الله علىّ بالاسلوب غير المقلد وغير الموجود على حسب الحالة زد على ذلك أنا ضد أى كلام من كلام القصيدة العربية الصوفية يوضع تحت قوالب معينة فليست كل موسيقى موسيقى، الموسيقى تُقيم من خلال عملها حسنها حسن وقبيحها قبيح لذلك قد تُتخذ الآلة ومنشدها يقول الله واخر يستخدمها لراقصة الموسيقى إذا لم تكن تسموبالروح وتُروض النفس فهى ليست موسيقى وفى تاريخنا الصوفى وخاصة الامام الغزالى اقرار موضوع السماع الذى يحوى ( سماع القلب ، الموسيقى ، الحركة اى الحضرة )
نرجع لابن الفارض سلطان المادحين هل صحيح انك انشدت له لرؤية منامية كما يدعى العض ؟
انتمائى لابن الفارض انتماء فطرى وليس انتماء منامى سأقول لك وعليك ان تصدق انا اشاهد المتصوفة القدامى يرمقوننى وانا أنشد شاهدت الحلاج فى حفلة المعهد العربى بباريس وانا أنشد قصيدته لبيك معنائى كنت اشاهده وهو فى المقاعد الاولى فى الصفوف اشاهد ابن الفارض فى موالد مصر جميعا اشاهدهم كلهم يرمقوننى ويدخلوننى فى حالة من الوجد العالى وعليك ان تصدق اولا فانتم احرارربما لمشاهدتى لهم دائما اتمنى ان انشد فى عتباتهم واضرحتهم الم اقل لك اننى اتمنى ان انشد فى العتبات المقدسة بالعراق
هل أنت راض عن حال الانشاد والمنشدين الجدد الذين يقلدون نبرة صوتك ؟
لابد ان تعرف ان الانشاد باق منذ 14 قرنا وأنا لم أحييه كما يقول البعض فهو جوهر ثابت اما المنشدين الجدد فهم محبون وعاشقون لى والعاشق لى لاأنهره ولاأغضبه ابدا
كنت زائرا للغرب ومنشدا فى أعرق مؤسساته كيف ترى الجمهور الغربى ؟
انا اخاطب الفطرة بداخل النفس البشرية وفطرة الله التى فطر الناس عليها هى التى تجعل الجمهور الغربى متفاعلا معى بل يبكى اذا رانى ابكى وينتشى طربا اذا رانى فى حالة وجد عالية انشدت فى كنائس انجلترا وكنت ارى الاسياد ومن ادين لهم بالفضل ( سيدى الحلاج وابن عربى وابن الفارض ) كنت اراهم بعين قلبى يرمقوننى وينظرون الى ودائما اراهم حين انشد اى قصيدة لهم 0 كذلك الباحث الغربى وجدته خير من يدرس التراث القديم هو يدرس من اجل الوصول للحقيقة ولان الغرب مادى فهو فى حاجة الى روحانية التصوف الاسلامى
هل تعرف الصوفى العالمى ( نصرت خان ) وهل تطمح فى الوصول الى عالميته ؟

منذ ست سنوات كنت الفائز الاول فى مهرجان بانجلترا على مستوى القارات الست والحمد الله اخذت افضل صوت وافضل اداء وافضل قصيدة انا دائما اسمع نصرت خان ومعجب بتجربته كما ان احفاده الذين يعيشون بلندن معجبين بتجربتى واصطحبونى لبيوتهم فى زيارات عديدة لى
حين تسمع صوتك منبعثا من الكاسيت بماذا تشعر؟
أشعر بما تشعرون به شخص اخر ينشد لااستمتع بى بقدر ماأسأل نفسى دائما متى اجد ياسين الذى بداخلى مرتاحا متى اتخلص منه بالمعنى المعروف
اخيرا هل انت مصرا على ان انشادك فى الموالد لايتم بأصوات الرصاص ولاأدخنة الحشيش ؟
هل هذا سؤال يأخى انت تعرف اننى اوقفت كثيرا من حفلاتى لهذه الاسباب وخاصمت كثيرا من البلاد لهذه الاسباب ايضا لابد ان تعرف ان هذا يمثل عندى قيمة حقيقية لااتنازل عنها ابدا
بماذا تنصحنى ؟
بالتقوى دائما وان لاتبحث عن نفسك دائما مثلى لكى لاتعترف انك قدر ساقه الله للبشر ؟
حوار وتصوير محمود الدسوقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق