الاثنين، 23 نوفمبر 2009

العشق فوق جدران معبد حتشبسوت رؤية تاريخية ومكانية


العشق فى معبد حتشبسوت ..رؤية تاريخية ومكانية
حين تشاهد معبد الدير البحرى بالبر الغربى بمدينة الأقصر لاتملك غير أن تعتقد بأن العشق هو المرض الوحيد المقبول للأنسان وكلما زاد توهج العشق واحتضنته الخلايا كلما توهجت العبقرية لتبدع حيث تبدوا أظافر العاشق البارع المهندس سننمود ظاهرة فى معبد كلما رأته عيناك تحتار هل المعبد فى حضن جبل ؟ أم أن الجبل فى حضن معبد ؟ حيث الجبل والمعبد يعيشان لحظة من العناق الطويل ..ولكن مالذى وجده المهندس سننمود فى حتشبسوت حتى يحيل العصر الذى عاشه إلى عصر يكون النموزج الانثوى للملكة فى العيون الواسعة المسحوبة إلى أعلى عند مؤخرتها والتى تشع ضياءً ولمعاناً بشىء من المكر والدهاء ووجه يميل إلى الاستطالة قليلاً هى روح عصر الفن مالذى وجده العاشق فى ملكة تأنف أسرتها من السلالات المتواضعة ؟ وهل كانت حتشبسوت عاشقة حقيقية أم أنها كنت تؤمن مثل قيم عصرها أن العبيد حتى لو احتضنوا فاكهة الجسد فهم خُلقوا للاستمتاع بهم فقط ..كان سننمود مؤمناً على مايبدوا بأن العاشق ذا العروق المتواضعة عليه أن يحتمل قدر قلبه حتى لو كان قدر قلبه ساقه إلى عشق ملكة متمردة وجميلة كحتشبسوت التى ترى نفسها أنها نطفة الاله آمون الذى تجسد للأمها فى صورة زوجها ووهبها هذا الاسم وفقاً للأنشودة الفرعونية القديمة ( حتشبسوت سيكون أسم هذه الملكة التى وضعتها فى إحشائك ) وفقاً لكلمات أم حتشبسوت التى ارادت من الاله ان يمنحها النشوة والبهجة ..المدهش أن أسلوب سننمود الذى وضعه للملكة استمر حتى الملوك المتأخرين ولكن لم يعطه لتمثاله الموجود بالمتحف المصرى حيث يبدوا بوجهه المستدير والصلعة والبطن المرتخاة ربما وضع صورته الحقيقية ليقول لنا كل الجمال الذى تشاهدونه للملكة أو ربما كان معتاداً على النفوس التى تحقد عليه فى عصره فأراد أن يكتشف حقداً آخر فى نفوس ستشاهده فى عصورقادمة فيحقدون عليه ..التاريخ يؤكد أن سننمود بدأ فى تشييد المعبد من العام السابع الى العام الحادى عشر من حكم الملكة وقد قام بتشييد الكثير من الصخور الجيرية فائقة النعومة بينما وضع الاله آمون هو المعبود الرسمى لهذا المعبد ..المصادر التاريخية تجزم ان الالهة الفرعية الاخرى كانت ثانوى امام الاله آمون وأن صورته القديمة تختلف عن صورته الحالية نظراً للمحو المتعمد من فراعنة غطوا بعض البنايات باسمائهم بينما عشرات التماثيل التى كانت على هيئة أبى الهول ولها وجه حتشبسوت لم تعد لها وجود حيث كان العاشق المهندس هو المبتكر الفعلى لطريق الانتصار الذى أطلق عليه الاغريق فيما بعد طريق الكباش ..فى المعبد تخيل المهندس العاشق هيئات عده لحتشبسوت فأغلب الرسومات هنا موزعة بين هيئة أوزرية للملكة فى هيئة إله الموتى وقد توجت بتاجى الملك الاحمر والابيض وذراعاها متصلبتان فوق صدرها إضافة إلى العصا المعقوفة بجانب السوط رمز الحياة المشعة عند الفراعنة بينما اكتشافات منابع نهر النيل وحملات البخور إلى بلاد بونت ( الصومال حالياً) مرسومة بدقة حيث يبدوا الرسم فى غاية العبقرية لذلك البحر الموضوع على الجدران وهو يعج بالاسماك او تلك المجموعة التى تحيط بمبعوث الملكة وزعيم بلاد بونت معاً ووراءهما إمرأة سمينة تمتطى حماراً بينما على الجدران الاخرى فقد رسم سننمود نفسه بصورة مختلفة عن تمثاله بالمتحف المصرى حيث يقف محنياً وبأحترام أمام صور الملكة هذا بجانب صورة بروفايل لوجهه المتخفى من وراء الجدران حيث رسم وجهه كما تقول الاثرية الالمانية كرستيان دى نبلكور بوجه حزين ومثير للشفقة والاغرب كما تؤكد الباحثة أن سننمود وضع اكثر من 70 اسماً لنفسه فوق الجدران تم محوها بتعمد بعد موت الملكة ...حتشبسوت فى معبدها كانت أنثى مغايرة فهى أنثى الفرح والبهجة كأنها كانت صورة من أسمها الذى وضعت أمها على كلماتها حين تجسد آمون بصورة أبيها فالملكة التى كانت تضع لها ذقناً زكرياً للتتشبه بالرجال فى بداية حياتها الملكية أصبحت تستحم فى الاعياد المصرية أمام الشعب المصرى دون خجل وخوفاً من أنوثتها ولكن ماهو مصير عشقهما ؟ الاكتشافات الاثرية الحديثة التى تمت فى وادى الملوك كما يقول الاثريين أظهرت أحد الاشخاص القلائل الذين كانوا يقتربون من العرش وتابوته الموجود حالياً بالمتحف المصرى يظهر أن خرطوشه الملكى والرسومات الاخرى التى تظهر زوج الملكة السابق تحتمس الثالث الذى هو ابن اخيها فى نفس الوقت وزوجها تظهر الرسومات ان هذا الشاب ثمرة زواج غير متكافىء بين الملكة حتشبسوت وبين سننمود لتشابه صورة الشاب مع سننمود .اذا كان هذا مؤكدا فأن التاريخ والعشق كلمة حيث ابنة امون ذات السلالة العليا مع سننمود ذات السلالة المتواضعة اتحدا ليصنعا معاً اسطورة المرض المقبول المسمى فى لغتنا عشقنا
ملحوظة ...الاكتشافات الاخيرة اثبتت ان حتشبسوت فى اخريات حياته اصيبت بالسكر والاكتئاب وبالسمنة الشديدة وهذا مااظهرته جثتها المحنطة التى اكتشفت منذ اعوام قليلة
رؤية محمود الدسوقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق