الاثنين، 9 نوفمبر 2009

صائد الافاعى عبدالله شتوى



عبدالله شتوى عين حطمتها ديناميت السد العالى والعين الاخرى أرادت الكوبرى اقتناصها فى بداية دخوله للسبعينيات
عبدالله يحتفظ بذكرى الثعبان ويحترم ثعابين كوستا وسندى بالسودان ولايعشق تقاليد الصعايدة بتربية الثعابين فى الحدائق الخاصة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسافة طويلة تلك المسافة التى يختصرها الصعيدى عبدالله شتوى 72 عاما بين جبروت القلب فى مواجهة الدبيب ( الافاعى السامة ) ومعاملتها بالقتل والتحطيم دون الخوف والهروب منها وبين هجرته للسودان وبين عمله فى السد العالى الذى يعشق من قام ببناءه رغم زكرياته السيئة عن الديناميت الذى تسبب فى فقأ عينه .. نعم السد العالى اخذ عينى لكن اعطى عيون لبلدى ..تعجبنى لغته فيسرد فى السودان قبل ان يتولى جمال عبد الناصر الحكم كنت فى مدينة كوستا واعجبنى شمال السودان الذى تمثل الاغلبية فيه قبائل يمنية وهى قبائل لها تقاليد ولهجات الصعايدة هناك تعاملت مع الطبيعة واجهت فى حياتى اول ثعبان طوله 3 متر واستطعت القضاء عليه ثم شققت بطنه لاخذ شحمه لان شحمه مفيد كنت صعيديا اعتقد ان كل ثعبان قوى بداخله جوهرة لكن الثعبان لم يكن بعد قد كون بيضة الجوهرة .. لاأذكر كم ثعبان قتلت هناك الا اننى تعملت ان كل الحيوانات والمخلوقات تطالب بثأرها لذلك كنت اخذ حذرى بعد ان اقتل الثعبان من الوليفة المرافقة للثعبان الى الان اذكر تلك النباتات التى اعطاه لى رفيق سودانى مخافة ان يلدغنى ثعبان دون أن أشعر كانت نباتات مفيدة جربتها لاشخاص مصريين لدغتهم افاعى حين خلصة منهم ..حين مجىء لبلدتى قنا رفضت ان اقوم بتربية أى ثعبان فى الجنينة التى أملكها رغم ان هذا مشهورا على الصعايدة لاننى ارى ان الثعابين مهما كانت من السودان اومصر هى خائنة ولاأمان لها .. كل الثعابين التى قضيت عليها كنت اقوم بألقاءها فى الترع والمصارف او اجعل ابنائى يقومون بدفنها الا هذا الثعبان الكوبرا الذى قتلته العام الماضى احتفظ به فى شوال واقوم بحفظه بالثلج فى بيتى ربما لانه هو الثعبان الذى بخ سمه فى وجهى وأراد القضاء على عينى الثانية ولكن استطعت ان اقضى عليه رغم انه التف على ارجلى وكان طوله مترا ونصف لم اشاهد ثعبان له فحيح وصوت كصوت القطة مثل هذا الثعبان واعجبتنى قوته التى جعلتنى اكون قويا معه رغم دخولى السبعين .. الغريب أننى اكتشفت اننى املك مخزونا من القوة الكبيرة فى مواجهته رغم دخولى هذا العمر بعد مقتله قمت بمشاجرة عنيفة حين افقت من سم الثعبان من الاهالى التى ارادت سرقته وسلخ شحمه والبحث عن الجوهرة بداخلة انا لااعتقد ان الثعابين الخائنين يربون فى احشاءهم الجواهر .. كان هذا الثعبان يمثل لى قضية عويصة فهو لم ينفع معه اى رفاعى حاوى لصيده وكل حاوى يخاف من الاقتراب منه ولم تؤثرفيه كلمات الرفاعية وكان فى الليل يقطع الطريق ويجرى على الاهالى وكاد ان يفتك باحد المواطنين من على حماره لولا سرعته ولو قضى على اى انسان لكنت مسؤلا عليه
أسئله كيف قتلته ؟ يجيب بالعصى انا لا اتعامل بالرصاص مع الافعى وكان مصيره سيكون مثل مصير اخوانه لكن اقتراب سمه من عيونى جعلنى احتفظ به كذكرى لعين سليمة خرجت بها من الحياة ولكن رغم ذلك لاادرى يا ابنى لماذا انا عيونى بالذات تريد موجودات الطبيعة القضاء عليها لست ادرى
محمود الدسوقى
نشرت بجريدة البديل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق